منتدى الهندسة المدنية بالرقة
أهلا وسهلا بك عزيزي الزائر الرجاء التسجيل في حال أول مرة , أو الدخول مباشرة في حال التسجيل المسبق وشكرا
منتدى الهندسة المدنية بالرقة
أهلا وسهلا بك عزيزي الزائر الرجاء التسجيل في حال أول مرة , أو الدخول مباشرة في حال التسجيل المسبق وشكرا
منتدى الهندسة المدنية بالرقة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مرحبا بك يا زائر مساهماتك 0 شد حيلك
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
أهلا وسهلا بكم في منتدى الهندسة المدنية بالرقة

 

 الرسالة المحمدية...أروع ماكتب عن الرسول محمد عليه الصلاة والسلام

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
????
زائر




الرسالة المحمدية...أروع ماكتب عن الرسول محمد  عليه الصلاة والسلام Empty
مُساهمةموضوع: الرسالة المحمدية...أروع ماكتب عن الرسول محمد عليه الصلاة والسلام   الرسالة المحمدية...أروع ماكتب عن الرسول محمد  عليه الصلاة والسلام I_icon_minitimeالأربعاء 13 أكتوبر 2010 - 23:39

الحمد لله والصلاة والسلام على محمد بن عيد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه

الحديث عن السيرة النبوية حديث تنشرح له الصدور وتنطلق له الأسارير وتخفق له الأفئدة
كيف لا وهو حديث عن أكرم البشرية وأزكاها و أبرها
لو طالعت كتب التاريخ من لدن آدم إلى اليوم لن تجد فيها رجلا بسيرة محمد صلى الله عليه وسلم ولن يضاهيه حتى ولن يصلح لأي مقارنة

وغير خفي على من اطلع على سيرة محمد صلى الله عليه وسلم أنه لا يوجد كتاب يستطيع أن يجمع عظمته ولا لغة تستطيع ان توفي بحقه بتعابيرها

إن من يبتغي عظمة رجل بحق فليبحث عنها في ناحية عقله وعلمه وخلقه وإخلاصه وعزمه وعمله وحسن بيانه

ولقد كان رسولنا الكريم راجح العقل غزير العلم عظيم الخلق شديد الاخلاص صادق العزم جليل العمل رائع البيان

فهو مزكي النفوس ومنقي الأبصار و كاشف الظلام
"الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ"

من أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم - :
كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أكرم الخلق أخلاقا ، وأعلاهم فضائلَ وآداباَ ، امتاز بذلك في الجاهلية قبل عهد النبوة ؛ فكيف بأخلاقه بعد النبوة وقد خاطبه به - تبارك وتعالى - بقوله له : وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ

لقد أدبه ربه ، فأحسن تأديبه ، ورباه فأحسن تربيته ، فكان خلقه القرآن الكريم ، يتأدب به ، ويؤدب الناس به ، فمن أخلاقه - صلى الله عليه وسلم - أنه كان أحلم الناس ، وأعدلهم ، وأعفهم ، وأسخاهم .

وكان يخصف النعل ، ويرقع الثوب ، ويعين أهله في المنزل ، ويقطع اللحم معهن .

وكان أشد الناس حياءً ، لا يثبت بصره في وجه أحد .وكان يجيب الدعوة من أي أحد ، ويقبل الهدية ولو قَلَّت ، ويكافىء عليها .

وكان يغضب لربه ، ولا يغضب لنفسه ، وكان يجوع أحيانا فيعصب الحج على بطنه من الجوع ، ومرة يأكل ما حضر ،
ولا يرد ما وجد ، ولا يعيب طعاما قط ، إن وجد تمرا أكله ، وإن وجد شواء أكله ، وإن وجد خبز بر أو شعير
أكله ، وإن وجد حلوا أو عسلا أكله ، وإن وجد لبنا دون خبز اكتفى به ، وإن وجد بطيخا أو رطبا أكله .

وكان يعود المرضى ، ويشهد الجنائز ، ويمشي وحده بين أعدائه بلا حارس .

وكان أشد الناس تواضعا ، وأسكنهم من غير كبر ،وأبلغهم من غير تطويل ، وأحسنهم بشرا ، لا يهوله شيء
من أمور الدنيا .

وكان يلبس ما وجد ، فمرة شملة ، ومرة جبة صوف ، فما وجد من المباح لبس .

يركب ما أمكنه ، مرة فرسا ، ومرة بعيرا ، ومرة بغلة شهباء ، ومرة حمارا ، أو يمشي راجلا حافيا .

يجالس الفقراء ، ويؤاكل المساكين ، ويكرم أهل الفضل في أخلاقهم ، ويتألف أهل الشرف في البر لهم ، ويصل ذوي الرحم من غير أن يؤثرهم على من هو أفضل منهم .

لا يجفو على أحد ، يقبل معذرة المعتذر إليه ، يمزح ولا يقول إلا حقا ، يضحك من غير قهقهة ، يسابق أهله
، ترفع الأصوات عليه فيصبر .

وكان لا يمضي عليه وقت في غير عمل لله - تعالى - أو فيما لا بد له منه من صلاح نفسه .

لا يحتقر مسكينا لفقره وزمانته ، ولا يهاب ملكا لملكه ، يدعو هذا وهذا إلى الله دعاء مستويا ، قد جمع الله له السيرة الفاضلة ، والسياسة التامة وهو أمي لا يقرأ ولا يكتب .

نشأ في بلاد الفقر والصحارى في فقره ، وفي رعاية الغنم يتيما لا أب له ، فعلمه الله - تعالى - جميع محاسن الأخلاق والطرق الحميدة ، وأخبار الأولين والآخرين ، وما فيه النجاة والفوز في الآخرة ، والغبطة والخلاص في الدنيا .

ما كان يأتيه أحد إلا قام معه في حاجته ، ولم يكن فظّا ، ولا غليظا ، ولا صخابا في الأسواق ، وما كان يجزي السيئة بالسيئة ، ولكن يعفو ويصفح .

وكان من خلقه أن يبدأ من لقيه بالسلام ، ومن قادمه لحاجة صابره حتى يكون القادم هو المنصرف .

وما أخذ أحد بيده فيرسل يده حتى يرسلها الآخر .

وكان إذا لقي أحدا من أصحابه بدأه بالمصافحة ، ثم أخذ بيده فشابكه ، ثم شد قبضته عليه .

وكان أكثر جلوسه أن ينصب ساقيه جميعا ، ويمسك بيديه عليهما ، ولم يكن يعرف مجلسه من مجلس أصحابه ؛ لأنه
كان يجلس حيث انتهى به المجلس .

وما رؤي قط مادا رجليه بين أصحابه ؛ حتى لا يضيق بهما على أحد إلا أن يكون المجلس واسعا لا ضيق فيه .


وكان يكرم من يدخل عليه حتى ربما بسط ثوبه لمن ليس بينه وبينه قرابة يجلسه عليه .
وكان يؤثر الداخل عليه بالوسادة التي تحته ، فإن أبى أن يقبلها عزم عليه حتى يفعل .

وما استصفاه أحد إلا ظن أنه أكرم الناس عليه ، وكان يعطي من جلس إليه نصيبه من وجهه ، وسمعه ، وحديثه ،
ولطيف محاسنه ، وتوجيهه .

ومجلسه مع ذلك مجلس حياء ، وتواضع ، وأمانة .

وكان يدعو أصحابه بكناهم ، إكراماً لهم ، واستمالة لقلوبهم ، وكان يكني من لم تكن له كنيه ، وكان يكني النساء اللاتي لهن أولاد ، واللاتي لم يلدن يبتدىء لهن الكنى ، وكان يكني الصبيان فيستلين قلوبهم .

وكان أبعد الناس غضبا ، وأسرعهم رضا ، وكان أرأف الناس بالناس ، وخير الناس للناس ، وأنفع الناس
للناس .

وكان يحب اليسر ، ويكره العسر ، ولا يشافه أحدا بما يكره .

ومن رآه بديهة هابه ، ومن خالطه معرفة أحبه .

هذه بعض أخلاقه وشمائله - صلى الله عليه وسلم –

شهادة الفيلسوف الإنجليزي توماس كارليل
على صدق رسالة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ

كل عاقل منصف لا يسعه إلا التصديق برسالة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذلك أن الأمارات الكثيرة شاهدة ناطقة بصدقه .
ولا ريب أن شهادة المخالف لها مكانتها ؛ فالفضل ـ كما قيل ـ ما شهدت به الأعداء .
وفيما يلي شهادة للفيلسوف الإنجليزي الشهير " توماس كارليل " الحائز على جائزة نوبل ، حيث قال في كتابه " الأبطال " كلاماً طويلاً عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يخاطب به قومه النصارى ، ومن ذلك قوله : " لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد متحدث هذا العصر أن يصغي إلى ما يقال من أن دين الإسلام كذب ، وأن محمداً خدّاع مزوِّر .
وإن لنا أن نحارب ما يشاع من مثل هذه الأقوال السخيفة المخجلة ؛ فإن الرسالة التي أدَّاها ذلك الرسول ما زالت السراج المنير مدة اثني عشر قرناً لنحو مائتي مليون من الناس ، أفكان أحدكم يظن أن هذه الرسالة التي عاش بها ومات عليها هذه الملايين الفائقة الحصر والإحصاء أكذوبة وخدعة ؟ !
أما أنا فلا أستطيع أن أرى هذا الرأي أبداً ، ولو أن الكذب والغش يروجان عند خلق الله هذا الرواج ، ويصادفان منهم مثل هذا القبول ، فما الناس إلا بُلْهٌ مجانين ، فوا أسفا ! ما أسوأ هذا الزعم ، وما أضعف أهله ، وأحقهم بالرثاء والرحمة .
وبعد ، فعلى من أراد أن يبلغ منزلة ما في علوم الكائنات ألا يصدق شيئاً البتة من أقوال أولئك السفهاء ؛ فإنها نتائج جيل كفر ، وعصر جحود وإلحاد ، وهي دليل على خبث القلوب ، وفساد الضمائر ، وموت الأرواح في حياة الأبدان .
ولعل العالَم لم ير قط رأياً أكفر من هذا وأَلأَم ، وهل رأيتم قط معشر الإخوان ، أن رجلاً كاذباً يستطيع أن يوجد ديناً وينشره علناً ؟
والله إن الرجل الكاذب لا يقدر أن يبني بيتاً من الطوب ؛ فهو إذا لم يكن عليماً بخصائص الجير ، والجص ، والتراب ، وما شاكل ذلك ـ فما ذلك الذي يبنيه ببيت ، وإنما هو تل من الأنفاق ، وكثيب من أخلاط المواد .
نعم ، وليس جديراً أن يبقى على دعائمه اثني عشر قرناً يسكنه مائتا مليون من الأنفس ، ولكنه جدير أن تنهار أركانه ، فينهدم ؛ فكأنه لم يكن " .
إلى أن قال : " وعلى ذلك ، فلسنا نَعُدُّ محمداً هذا قط رجلاً كاذباً متصنعاً ، يتذرع بالحيل والوسائل إلى بغيته ، ويطمح إلى درجة ملك أو سلطان ، أو إلى غير ذلك من الحقائر .
وما الرسالة التي أدَّاها إلا حق صراح ، وما كلمته إلا قول صادق .
كلا ، ما محمد بالكاذب ، ولا المُلفِّق ، وهذه حقيقة تدفع كل باطل ، وتدحض حُجة القوم الكافرين .
ثم لا ننسى شيئاً آخر ، وهو أنه لم يتلق دروساً على أستاذ أبداً ، وكانت صناعة الخط حديثه العهد إذ ذاك في بلاد العرب ـ وعجيب وأيم الله أُمِّيَةَ العرب ـ ولم يقتبس محمد من نور أي إنسان آخر ، ولم يغترف من مناهل غيره ، ولم يكن إلا كجميع أشباهه من الأنبياء والعظماء ، أولئك الذين أشبِّههم بالمصابيح الهادية في ظلمات الدهور .
وقد رأيناه طول حياته راسخ المبدأ ، صادق العزم بعيداً ، كريماً بَرًّا ، رؤوفاً ، تقياً ، فاضلاً ، حراً ، رجلاً ، شديد الجد ، مخلصاً ، وهو مع ذلك سهل الجانب ، ليِّن العريكة ، جم البشر والطلاقة ، حميد العشرة ، حلو الإيناس ، بل ربما مازح وداعب ، وكان ـ على العموم ـ تضيء وجهه ابتسامةٌ مشرقة من فؤاد صادق ؛ لأن من الناس من تكون ابتسامته كاذبة ككذب أعماله وأقواله " .
إلى أن قال : " كان عادلاً ، صادق النية ، كان ذكي اللـب ، شهم الفؤاد ، لوذعياً ، كأنما بين جنبيه مصابيح كل ليل بهيم ، ممتلئاً نوراً ، رجلاً عظيماً بفطرته ، لم تثقفه مدرسة ، ولا هذبه معلم ، وهو غني عن ذلك .
ويزعم المتعصبون من النصارى والملحدين أن محمداً لم يكن يريد بقيامه إلا الشهرة الشخصية ، ومفاخر الجاه والسلطان .
كلا ـ وأيم الله ـ لقد كان في فؤاد ذلك الرجل ابن القفار والفلوات ، المتوقد المقلتين ، العظيم النفس ، المملوء رحمة وخيراً وحكمة ، وحِجَى ـ أفكار غير الطمع الدنيوي ، ونوايا خلاف طلب السلطة والجاه ، وكيف لا ، وتلك نفس صامتة كبيرة ، ورجل من الذين لا يمكنهم إلا أن يكونوا مخلصين جادين ؛ فبينما ترى آخرين يرضون الاصطلاحات الكاذبة ، ويسيرون طبق الاعتبارات الباطلـة إذ ترى محمداً لم يرض أن يَتَلَفَّع بمألوف الأكاذيب ، ويتوشح بمبتدع الأباطيل .
لقد كان منفرداً بنفسه العظيمة ، وبحقائق الأمور والكائنات ، لقد كان سرُّ الوجود يسطع لعينيه ـ كما قلت ـ بأهواله ، ومخاوفه ، وروانقه ، ومباهره ، ولم يكن هناك من الأباطيل ما يحجب ذلك عنه ، فكان لسان حال ذلك السر الهائل يناجيه : ها أنا ذا ، فمثل هذا الإخلاص لا يخلو من معنى إلهي مقدس ، فإذا تكلم هذا الرجل فكل الآذان برغمها صاغية ، وكل القلوب واعية ، وكل كلام ما عدا ذلك هباء ، وكل قول جفاء " .
إلى أن قال : " إذاً فلنضرب صفحاً عن مذهب الجائرين أن محمداً كاذب ، ونعد موافقتهم عاراً ، وسبة ، وسخافة ، وحمقاً ؛ فلنربأ بأنفسنا عنه " .
إلى أن قال : " وإن ديناً آمن به أولئك العرب الوثنيون ، وأمسكوه بقلوبهم النارية لجدير أن يكون حقاً ، وجدير أن يصدق به .
وإنما أودع هذا الدين من القواعد هو الشيء الوحيد الذي للإنسان أن يؤمن به .
وهذا الشيء هو روح جميع الأديان ، وروح تلبس أثواباً مختلفة ، وأثواباً متعددة ، وهي في الحقيقة شيء واحد .
وباتباع هذه الروح يصبح الإنسان إماماً كبيراً لهذا المعبد الأكبر ـ الكون ـ جارياً على قواعد الخالق ، تابعاً لقوانينه ، لا مجادلاً عبثاً أن يقاومها ويدافعها .
لقد جاء الإسلام على تلك الملل الكاذبة ، والنحل الباطلة ، فابتلعها ، وحق له أن يبتلعها ؛ لأنه حقيقة ، وما كان يظهر الإسلام حتى احترقت فيه وثنيات العرب ، وجدليات النصرانية ، وكل ما لم يكن بحق ؛ فإنها حطب ميت " .
إلى أن قال : " أيزعم الأفَّاكون الجهلة أنه مشعوذ ومحتال ؟
كلا ، ثم كلا ، ما كان قط ذلك القلب المحتدم الجائش كأنه تَنور فِكْر يضور ويتأجج ـ ليكون قلب محتال ومشعوذ ، لقد كانت حياته في نظره حقاً ، وهذا الكون حقيقة رائعة كبيرة " .
إلى أن قال : " مثل هذه الأقوال ، وهذه الأفعال ترينا في محمد أخ الإنسانية الرحيم ، أخانا جميعاً الرؤوف الشفيق ، وابن أمنا الأولى ، وأبينا الأول .
وإنني لأحب محمداً لبراءة طبعه من الرياء والتصنع ، ولقد كان ابن القفار رجلاً مستقل الرأي ، لا يقول إلا عن نفسه ، ولا يدّعي ما ليس فيه ، ولم يكن متكبراً ، ولكنه لم يكن ذليلاً ضَرِعاً ، يخاطب بقوله الحرَّ المبين قياصرة الروم وأكاسرة العجم ، يرشدهم إلى ما يجب عليهم لهذه الحياة ، وللحياة الآخرة ، وكان يعرف لنفسه قدرها ، ولم تخل الحروب الشديدة التي وقعت له مع الأعراب من مشاهد قوة ، ولكنها كذلك لم تخل من دلائل رحمة وكرم وغفران ، وكان محمد لا يعتذر من الأولى ، ولا يفتخر بالثانية " .
إلى أن قال : " وما كان محمد بعابث قط ، ولا شابَ شيئاً من قوله شائبةُ لعبٍ ولهوٍ ، بل كان الأمر عنده أمر خسران وفلاح ، ومسألة فناء وبقاء ، ولم يكن منه بإزائها إلا الإخلاص الشديد ، والجد المرير .
فأما التلاعب بالأقوال ، والقضايا المنطقية ، والعبث بالحقائق ـ فما كان من شأنه قط ، وذلك عندي أفظع الجرائم ؛ إذ ليس هو إلا رقدة القلب ، ووسن العين عن الحق ، وعيشة المرء في مظاهر كاذبة .
وفي الإسلام خَلَّة أراها من أشرف الخلال وأجلها ، وهي التسوية بين الناس ، وهذا يدل على أصدق النظر وأصوب الرأي ؛ فنفس المؤمن رابطة بجميع دول الأرض ، والناس في الإسلام سواء " .
إلى أن قال : " وسـع نوره الأنحاء ، وعمَّ ضوؤه الأرجاء ، وعقد شعاعه الشمال بالجنوب ، والمشرق بالمغرب ، وما هو إلا قرن بعد هذا الحادث حتى أصبح لدولة العرب رجل في الهند ، ورجل في الأندلس ، وأشرقت دولة الإسلام حقباً عديدة ، ودهوراً مديدة بنور الفضل والنبل ، والمروءة ، والبأس ، والنجدة ، ورونق الحق والهدى على نصف المعمورة " .

قال الحكيم الفرنسي الشهير غوستاف لوبون: "ما عرف التاريخ حاكماً أعدل ولا
أرحم من العرب".
وهذا الامتياز الذي تفرَّد به العرب في التاريخ - كما لاحظه الحكيم الفرنسي
وأعلنه للناس - إنما كانت نفحة من رسالة الله التي اختار لها صفوة عباده،
وأكمل مخلوقاته، محمد بن عبدالله - صلوات الله وسلامه عليه - فكان يوم مولده
يوم مولد العدل الذي كانت الإنسانية في انتظاره، وبشيراً برحمة الله التي
تعامل الناس بها للمرة الأولى بمقياس واسع في ظلّ الرسالة المحمدية.

يقول أديب العصر مصطفى صادق الرافعي -رحمه الله-: "ليس المصلح من استطاع أن
يفسد عمل التاريخ؛ فهذا سهل ميسور حتى للحمقى، ولكن المصلح من لم يستطع
التاريخ أن يفسد عمله من بعده".

وإن سيد المصلحين، وأفضل رسل الله أجمعين هو صاحب الرسالة الوحيدة التي تولى
الله حفظها، وتكفل بالخلود لكتابها، وحاط مبادءها وسننها وأحكامها وأهدافها
بحياطته الصمدانية، وأقامها بين أيدي البشر غضة سليمة كأن نبرات صوته الشريف
تنطق بنصوصها وحروفها في كل حين، فتبهر الناس بكمالها الذي لا يدركه كمال.

قالت الليدي إيفلين كوبولد في كتابها (الحج إلى مكة):
"لقد تساءل غوتيه: إذا كان هذا هو الإسلام، ألسنا كلنا مسلمين؟
فأجاب كارليل: أجل، إن من يحيا بالروح إنما يحيا على الإسلام".
ويقول مستر ولز أكبر مؤرخي هذا العصر: "كل دين لا يسير مع المدنية في كل طور
من أطوارها فاضرب به عرض الحائط، ولا تبال به؛ لأن الدين الذي لا يسير مع
المدنية جنباً إلى جنب لهو شرٌّ مستطير على أصحابه يجرهم إلى الهلاك.
وإن الديانة الحقة التي وجدتها تسير مع المدنية أنَّى سارت هي الديانة
الإسلامية، وإذا أراد الإنسان أن يعرف شيئاً من هذا فليقرأ القرآن؛ إن كثيراً
من أنظمته تستعمل في وقتنا هذا، وستبقى مستعملة إلى قيام الساعة.
وإذا طلب مني القارئ أن أحدد له (الإسلام) فإني أحدده بالعبارة التالية:
(الإسلام هو المدنية)".

وهذه الحضارة الإنسانية، بل الإنسانية الممتازة، التي ولدت بمولد الهادي
الأعظم، وانطوت عليها رسالته السامية، وحققها بالتعامل بها من اتبعه من
الصحابة والتابعين - هي التي وقف في طريقها شارل مارتل، وكان الذين يجهلون
الإسلام من الغربيين يمجِّدون شارل مارتل ويقدسونه لذلك، فلما ظهر فيهم من
أدرك أهداف هذه الرسالة، وعرف كريم معدنها، وثمين جوهرها، تغير حكمهم على تلك
الحادثة التاريخية الأليمة،
فقال مسيو هنري دي شامبون مدير مجلة (ريفو
بارلمنتير الفرنسية): "لولا انتصار جيش شارل مارتل الهمجي على تقدم العرب في
فرنسا لما وقعت فرنسا في ظلمات القرون الوسطى، ولما أصيبت بفظائعها، ولا
كابدت المذابح الأهلية الناشئة عن التعصب الديني والمذهبي.
ولولا ذلك الانتصار البربري على العرب لنجت أسبانيا من وصمة محاكم التفتيش،
ولولا ذلك لما تأخر سير المدنية ثمانية قرون. نحن مدينون للشعوب العربية بكل
محامد حضارتنا: في العلم، والفن، والصناعة، مع أننا نزعم السيطرة على تلك
الشعوب العريقة في الفضائل، وحسبها أنها كانت مثال الكمال البشري مدة ثمانية
قرون، بينما كنا يومئذ مثال الهمجية.
وإنه لكذب وافتراء ما ندَّعيه من أن الزمان قد اختلف، وأنهم صاروا يمثلون
اليوم ما كنا نمثله نحن فيما مضى".

ويقول مسيو كلود فارير في المقدمة التي كتبها للترجمة الفرنسية من رواية
العباسة أخت الرشيد تأليف جورجي زيدان: "أصيبت الإنسانية والعالم الغربي عام
732م بكارثة عظمى لم تصب بمثلها في القرون الوسطى، وبقي أثرها ظاهراً في
العالم مدة سبعة قرون أو ثمانية، إن لم يكن مثل ذلك؛ لأن روح التجدد كانت
يومئذ قد بدت للعيان، حتى وقعت تلك الكارثة فكان من نتائجها تأخر سير الحضارة
ورجوع العالم إلى الوراء، هذه الكارثة هي الانتصار المؤلم الذي أحرزه وحوش
الهاركا من جيوش الإفرنج التي كان يقودها شارل مارتل سليل الكارلنجيين
محارباً بها كتائب العرب والبربر التي لم يحسن عبدالرحمن جمعها وحشدها
بالمقدار الكافي؛ فكان ذلك سبب خذلانها وتقهقرها .
في ذلك اليوم المظلم تقهقرت الحضارة إلى الوراء ثمانية قرون.
وحسب الذين يبتغون أن يشهدوا مثالاً من مدنية العرب يومئذ أن يتنقلوا بين
حدائق الأندلس الغناء، ثم أن يأتوا الآن فيترددوا بين خرائب ذلك العصر
الماثلة للأنظار في إشبيلية وقرطبة وطليطلة وغرناطة"

إلى سادة العروش وقادة الجيوش، وساسة
الأمم، فننقل عن مسيو موريس باليولوغ - عضو الأكاديمية الفرنسية، وأحد سفراء
فرنسا السابقين في روسيا - من كتابه (غليوم الثاني ونقولا الثاني) فقرة من
النص الدقيق لرسالة بعث بها الإمبراطور غليوم إلى قريبه قيصر روسيا يوم 9
نوفمبر 1897 يصف له فيها شعوره عند زيارته بيت المقدس في ذلك الشهر من تلك
السنة، وختمها بقوله: "ولما غادرت الأماكن المقدسة كنت أشعر بخجل عظيم من
المسلمين، وكنت أقول لنفسي في قرارة نفسي: لو لم يكن لي دين عند وصولي إلى
القدس لكنت قد اعتنقت حتماً الدين الإسلامي".
وهذا الدين الإسلامي هو دين الأخلاق، وشُعَبُ إيمانه - التي بلغت بضعاً
وسبعين شعبة - يدور أكثرها حول الأخلاق، فالأخلاق من أركان الإيمان في
الإسلام، وقد تغنى (شوقي) بذلك يوم قال في الرسول-صلى الله عليه وسلم-:


يا من له الأخلاق ما تهوى العلا * منها، وما يتعشق الكبراء
لو لم تُقِمْ ديناً لقامت وحدها * ديناً تضيء بنوره الآناء
زانتك في الخلق العظيم شمائل * يُغرى بهن ويُولع الكرماء
فإذا رحمت فأنت أمٌّ أو أبٌ * هذان في الدنيا هما الرحماء
وإذا غضبتَ فإنما هي غضبة * في الحق لا ضغن ولا بغضاء
وإذا قضيتَ فلا ارتيابَ كأنما * جاء الخصومَ من السماء قضاءُ
وإذا أخذت العهد أو أعطيته * فجميع عهدك ذمةٌ ووفاء


أيها المسلمون، إن الإسلام الذي بعث الله به محمداً -صلى الله عليه وسلم- هو
ما يسميه الإفرنج (السبرمان) أي الإنسانية في أسمى ذروتها، وإنكم - يوم
تنشدون لمجتمعكم النظام الصالح - لا مناص لكم من أن ترجعوا إلى هذا النظام
فتأخذوه من ينابيعه الأولى، وتفهموا كل فقرة من نصوصه بجوّها الذي كان لها
يوم نطق بها هذا الهادي الأعظم، وتأخذوها على أنها أمر لكم من نبيكم لتعملوا
بها، لا على أنها حكمة تحفظون ألفاظها؛ لتتحدثوا بها إلى من تجالسونه، ثم
تنتهي مهمتها هناك.

إن الله بعث صاحب هذه الرسالة الكريمة -صلى الله عليه وسلم-؛ لتكون لنا به
أسوة حسنة، أي لنحاول السير معه من ورائه؛ فنضع قدمنا على آثار قدمه الشريفة،
لا نخرج عن طريقه إلى أي طريق آخر، وإن طريقه - كما اعترف هؤلاء الإفرنج
الذين نقلنا نصوص أقوالهم - لا تحوجنا إلى التماس طريق آخر، لا طريق موسكو،
ولا طريق لندن، ولا طريق واشنطون، ولا طريق باريس، وكل ما عرف الناس وسيعرفون
من حق أو خير فإن النظام المحمدي يدل عليه، ويوصل إليه من أيسر الطرق،
وأجملها.
نعم إن عصور التأخر التي كان المسلمون محكومين فيها بنظام الاستبداد، ثم
بنظام الاستعمار، قد أحالت قوة الإسلام ضعفاً، وجعلته دين مسبحة ومسكنة بعد
أن كان دين حق، ونظام مكافحة لإقامة الحق.
ولكن نصوص الإسلام التي تكفل الله بحفظها كفيلة بأن تجعلنا من أصحاب رسول
الله - صلوات الله عليه - إذا حرصنا على فهمها فهماً سليماً كما لو كنا
معاصرين له، وملازمين لمجالسه، وسائرين في ركابه.
وبعد أن استحال دين القوة إلى ما نرى فقد أهله ثقتهم بأنفسهم، وتراخت صلتهم
بماضيهم، ووقفوا من رسالتهم وقفة المتفرج، فكان ذلك موضع العجب من عقلاء
الأمم الذين عرفوا قوة هذه الرسالة، وشاهدوا ضعف أهلها.

كنت عقب تأسيس جمعية الشبان المسلمين في القاهرة قبل نحو ربع قرن أحد
المستمعين إلى حديث عظيم تحدث به العالم المحقق الجليل مستر مارماديوك بكثول
في دار الشبان المسلمين، عن الإسلام وقوته وضعف أهله، فكان مما قاله:
"في رأيي أن الزمن الذي نحن فيه أنسب الأزمان وأصلحها لنشر الدعوة الإسلامية
في الأرض.
وما يظنه الظانون مثبطاً من نقص القوة هو - بالعكس - أدعى لنشر الإسلام وأكثر
ملاءمة للنجاح فيه.
إن لنا في (هدنة الحديبية) لعبرة نقضي لها العجب كلما فكرنا فيها؛ فالصحابة -
رضوان الله عليهم - وقعت منهم شروط تلك الهدنة موقع الأسى، وكانت لهم منها
صدمة عنيفة لم يسلم من تأثيرها بعد صاحب الهداية العظمى-صلى الله عليه
وسلم-غير عدد قليل منهم، في مقدمتهم الصِّدِّيق - رضوان الله عليه -.
ولكن هذه الهدنة كانت الفتح الأكبر للإسلام حتى أن عدد الذين دخلوا في
الإسلام في سنة واحدة بعد صلح الحديبية كان أكثر من عدد الذين دخلوا في مدة
تسع عشرة سنة قبل ذلك.
والسبب في هذا الإقبال على الإسلام أن قريشاً وسائر العرب لما ظنوا الفوز في
جانبهم بما حصلوا عليه من قيود وعهود تساهلوا في أمر الاتصال بالمسلمين، وزال
سبب كبير من أسباب صدودهم عن الإصغاء إلى الهداية الإسلامية؛ فكانوا يرون
بأعينهم من سيرة أهل هذه الهداية ما يبهر النظر نوراً، وكانوا يسمعون بآذانهم
ما يملأ القلب حقَّاً وإيماناً؛ لذلك صاروا يدخلون في دين الله أفواجاً، وكان
للإسلام بذلك القوة العظمى التي مهدت لفتح مكة، وإعلاء كلمة الله، فلا يعلو
عليها شيء؛ فتبين للذين تلقوا صدمة تلك الشروط القاسية في الحديبية أن هذه
المواقف وأمثالها ليس من شأنها أن تدعو إلى اليأس، وليس من شأنها أن تحول بين
الحق وبين ما يستحقه من فوز".

ثم قال أخونا في الإسلام مستر محمد مارماديوك بكثول -رحمه الله-:
"إن صوتاً عُلْويَّاً نسمعه الآن من الحديبية ينادينا بأن في الإمكان -
بالرغم مما صرنا إليه من التجرد عن القوة - أن نلم شعثنا، ونعود لنشر هداية
ديننا، وأن نبلغ هذه الهداية إلى البشر أجمع؛ فالشعوب اليوم أشد إصغاءاً
إلينا منها في العصور السالفة؛ لأن المشادَّة بين القوة والقوة قد تكون سبباً
من أسباب الصدود عن الإصغاء إلى الحق، فلم يبق على المسلمين إلا أن يعملوا،
والعمل اليوم ممكن جدَّاً، ولكنَّ له شرطاً واحداً - ولا مناص من تحقيق هذا
الشرط - وهو أن نكون الآن متحلين بالصفات التي كان متحلين بالصفات التي كان
متحلياً بها مسلمو الحديبية؛ فالمسلم المعاصر إذا تحلى بالأخلاق الإسلامية
الأولى - من صدق واستقامة وحزم، وعزة نفس، وسعي للخير جهد الطاقة - كان من
وراء هذه الأخلاق قوةٌ تستمد الدعوة منها، فينتشر الإسلام حتى يعم الأرض.
والشعوب إنما تنظر إلى أهل الدين، قبل أن تنظر إلى الدين نفسه.
وأضرب لكم المثل بالإسلام في الهند؛ فإن إلى جانب مسلمي الهند ملايين كثيرة
من مواطنيهم الوثنيين، وإن منهم من إذا أصغى إلى مبادئ الإسلام وتأمل فيها
بهرته وقال: إن هذا هو الحق، وإن هذا هو الذي يجب أن يدين به كل إنسان، لكنه
لا يملك نفسه بعد ذلك أن يسأل:
ولماذا المسلمون أنفسهم لا يعملون بهذه المبادئ؟ ولماذا لا يهتدون بهذه
الهداية؟
هذه هي العقبة الحقيقية الواقفة في سبيل انتشار الإسلام، فلا بد من تذليلها،
وليس بعد ذلك ما يحول بين الإسلام وبين أن يكون دين الإنسانية".
هذا الكلام الموجه إلى المسلمين من أخ لهم في الإسلام دخل في دينهم عن بينة
وإيمان، كلام (من طبَّ لمن حب)، ولو أن الله مدَّ في حياته حتى يشهد تطور
الدنيا بعد الحرب العالمية الأخيرة لأدرك معنا أننا في فترة من التاريخ يوشك
أن تنهار فيها جميع الدعائم التي كان يقوم عليها بنيان النظم الغربية بعد
إفلاسها، وثبوت عجزها عن توفير السعادة التي تنشدها الأمم.
ولو أن الله - سبحانه - لم يبعث رسوله بالإسلام قبل بضعة عشر قرناً لكانت
حكمته العظمى ورحمته بالبشر جديرةً بأن تحسن إليهم الآن برسالة الإسلام نفسها
دون غيرها؛ لما انطوت عليه من اعتدال ورفق ومعالجة عملية لجميع مشاكل
المجتمع، وإقرار للأوضاع المألوفة لبني الإنسانية، مع تهذيبها بإبقاء ما فيها
من حق وخير، وتجريدها من كل ما يتصل بأسباب الجور والحيف والضرر؛ فالزمن الذي
نحن فيه أنسب الأزمان بقبول الإنسانية مبادئ الإسلام وأحكامه مطبقة على كل
مشاكل العصر، ومنظمة تنظيماً يسهل على رجال التشريع وزعماء الشعوب وقادة
الفكر الاستفادة منها في معالجة مشاكلهم، والتفهم لما انطوت عليه من حكمة،
ومصلحة، وخير.
فهذا التنظيم العصري لمبادئ الإسلام وأحكامه يجب أن يكون من أهم ما تتوجه
إليه همم الجامعيين والمثقفين - فضلاً عن أفاضل علماء الأزهر ونجباء طلابه -.
ولا يكون ذلك إلا بالوفاء لهذا التراث، والإخلاص له، والصبر عليه، وأخذه من
ينابيعه، وفهمه فهماً سليماً كما كان يفهمه الصحابة والتابعون، وهو من العموم
والشمول بحيث يصلح لكل زمان ومكان.
وإذا كان عقل عالم بريطاني كبير كالمستر مارماديوك بكثول اقتنع بأن زمن
إلقائه تلك المحاضرة كان أنسب الأزمان وأصلحها لتعميم النظام الإسلامي في
الأرض فإن ما بعد الحرب العالمية الأخيرة أكثر ملاءمة لذلك.
وبعد فإن المسلمين ما برحوا - من مئات السنين - حريصين على إحياء ذكرى مولد
الهادي الأعظم، ولكن بما نعرفه من أقوال وأشكال ومظاهر.
وأكبر ظني أن الأمة بلغت الآن من الوعي الرشيد ما يجعلها تحيي هذه الذكرى
بإحياء رسالة صاحبها - عليه من الله أكرم السلام والتحية - فالإسلام يحتاج من
أبنائه إلى طبقة من الشباب والشيوخ يجعلون شعارهم التأسي برسول الله في
أخلاقه الشريفة السامية، وفي مبادئ رسالته العظمى، وتحقيق أهدافها العقلية
والاجتماعية والإنسانية، واعتبارها رسالة موجهة إلى عصرنا بالذات؛ لتعالج
مشاكله، وتقيم معالمه، وتسن أنظمته، فنتعامل بها في بيوتنا، وأسواقنا،
ومحاكمنا، ودواوين حكمنا، وقصور عظمائنا؛ فالإسلام إسلام بالتعامل به، لا
بادعائه في شهادة الميلاد، وأرقام التعداد، وتحقيق ذلك يكون بالشروع به من
الواحد إلى الاثنين إلى الجماعة الصغيرة، فالبيئة الواسعة، فالوطن الأعظم.
ونحن الآن في عصر الديموقراطية الذي تنزل فيه الدولة على حكم الأمة، ومن هي
الأمة؟
أنا كاتب هذه السطور، وأنت القارئ لها، والآخر السامع لك وأنت تقرأ، وغيركما
ممن ستجتمعان بهم، وتتحدثان إليهم، وتنقلان من إيمان قلوبكما إلى إيمان
قلوبهم.
فإذا كثر المقتنعون بذلك، والداعون إليه، والعاملون به، حتى تكون هذه العقيدة
عقيدة الرأي العام كان لا مناص لمجالسنا النيابية أن ينزل أعضاؤها على إرادة
ناخبيهم، وبذلك تكون دولنا دولاً إسلامية حقَّاً.


عدل سابقا من قبل أبو العز في الخميس 14 أكتوبر 2010 - 5:12 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
**GUITAR of HEARTS**
مراقبة عامة
مراقبة عامة
**GUITAR of HEARTS**


عدد المساهمات : 1177
المزاج : الرسالة المحمدية...أروع ماكتب عن الرسول محمد  عليه الصلاة والسلام Pi-ca-19
المهنة : الرسالة المحمدية...أروع ماكتب عن الرسول محمد  عليه الصلاة والسلام Engine10
جنسيتي : الرسالة المحمدية...أروع ماكتب عن الرسول محمد  عليه الصلاة والسلام 2nkn9zq
الهواية : الرسالة المحمدية...أروع ماكتب عن الرسول محمد  عليه الصلاة والسلام Travel10
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 05/07/2010
احترام قوانين المنتدى : 100

الرسالة المحمدية...أروع ماكتب عن الرسول محمد  عليه الصلاة والسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرسالة المحمدية...أروع ماكتب عن الرسول محمد عليه الصلاة والسلام   الرسالة المحمدية...أروع ماكتب عن الرسول محمد  عليه الصلاة والسلام I_icon_minitimeالخميس 14 أكتوبر 2010 - 3:44

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
شكرا أبو العز ...

المنتدى الإسلامي ينتظر منك المزيد ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
sezre
طالب مجد
طالب مجد
sezre


عدد المساهمات : 227
المزاج : الرسالة المحمدية...أروع ماكتب عن الرسول محمد  عليه الصلاة والسلام Pi-ca-20
المهنة : الرسالة المحمدية...أروع ماكتب عن الرسول محمد  عليه الصلاة والسلام Studen10
جنسيتي : الرسالة المحمدية...أروع ماكتب عن الرسول محمد  عليه الصلاة والسلام 2nkn9zq
الهواية : الرسالة المحمدية...أروع ماكتب عن الرسول محمد  عليه الصلاة والسلام Chess10
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 18/07/2010
احترام قوانين المنتدى : 100

الرسالة المحمدية...أروع ماكتب عن الرسول محمد  عليه الصلاة والسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرسالة المحمدية...أروع ماكتب عن الرسول محمد عليه الصلاة والسلام   الرسالة المحمدية...أروع ماكتب عن الرسول محمد  عليه الصلاة والسلام I_icon_minitimeالخميس 14 أكتوبر 2010 - 4:17

شكراً لك أبو العز موضوع مميز وفيه كل الخير

ولكن لو طرحت الموضوع على عذّة مراحل وبخط أكبر كان أفضل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
????
زائر




الرسالة المحمدية...أروع ماكتب عن الرسول محمد  عليه الصلاة والسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرسالة المحمدية...أروع ماكتب عن الرسول محمد عليه الصلاة والسلام   الرسالة المحمدية...أروع ماكتب عن الرسول محمد  عليه الصلاة والسلام I_icon_minitimeالخميس 14 أكتوبر 2010 - 5:14

الأخ وسام شكرآ لك عالملاحظة بالنسبة لتقسيم الموضوع مايضبط لأنو هوا جزء من موضوع كبير
على كل حال هيا خمس دقائق

جيتار شكرى الك...عالتوصل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الرسالة المحمدية...أروع ماكتب عن الرسول محمد عليه الصلاة والسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» موضوع يبكي عن ارسول محمد عليه الصلاة والسلام
»  آخر ما قاله عليه الصلاة والسلام
»  قصة الغزالة من معجزات الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الهندسة المدنية بالرقة :: القسم الاسلامي-
انتقل الى: