عـلي كمبيوتر المنتدى
عدد المساهمات : 2706 المزاج : المهنة : جنسيتي : الهواية : العمر : 36 تاريخ التسجيل : 24/07/2010 احترام قوانين المنتدى :
| موضوع: احذر من الجلوس مع المغضوب عليهم الخميس 23 سبتمبر 2010 - 4:03 | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إننعمة الله علينا عظيمة بأن منَّ علينا أن هدانا للإيمان وكنا مسلمين، ومنأعظم نعمه علينا بأن جعل التمايز بين الحق والباطل واضحاً، فلا تميُّعبينهما، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم-: ((قد تركتكم على البيضاء ،ليلها كنهارها ، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك . . 1)، لذلك كانت مخالفةالكفار وترك التشبه بهم من أعظم المقاصد العليا للشريعة الإسلامية، وهذالمخالفة يجب أن تكون في الظاهر كما هو بداهة بالنسبة للباطن، فإن موجبالطباع ومقتضاها يحتم أنه إذا اشترك شخصان في نوع وصف بأن كان متشابهينظاهراً فإن ذلك مظنة المودة، وهذا الأمر يشهد به الحس والتجربة فضلاً عنالنصوص، ويؤدي إلى أمر عظيم من المودة والتآلف ثم إلى المحبة والمولاةالتي تنافي الإيمان، وذلك أن الظاهر والباطن بينهما ارتباط ومناسبة، فإنما يقوم به القلب من الشعور والحال يوجب أموراً ظاهرة، وما يقوم بالظاهرمن سائر الأعمال يوجب للقلب شعوراً وأحوالاً، ذلك أن المشابهة في الظاهرتورث تشاكلاً وتناسباً بين المتشابهين، يقود إلى موافقة ما في الأخلاقوالأعمال، وهذا أمر محسوس، فمن لبس ثياب أهل العلم وجد من نفسه نوع انضمامإليهم، ومن لبس ثياب الجند المقاتلة يجد من نفسه تخلقاً بأخلاقهم وتطبعاًبطباعهم، وكل ما ذكرت أعلاه حاصل لا محالة إلا أن يمنع من ذلك دين أو غرضخاص(2). وحديثنافي هذه المرة عن مسألة مهمة، وجدت كثيراً من الشباب قد غفلوا عنها، وذلكأنه في شهر رمضان الفائت -تقبل الله منا ومنكم صيامه وقيامه- وأثناءانتظارى لصلاة القيام، كنت أجد بعضهم يتكئ على يسراه خلف ظهره، فأحببت أنأفيد بهذه المسألة نفسي أولاً ومن ثم إخواني، وذلك بنقل كلام العلماءوالأئمة في هذه المسألة. ونبدأ الآن بالحديث وطرقه، ثم نسوق ما تيسر من شرح العلماء بعده: الحديث: قَالَأَبُو دَاوُد: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ ثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ إبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ عُمَرَ بْنِالشَّرِيدِ عَنْ الشَّرِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ: مَرَّ بِي رَسُولُاللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَنَا جَالِسٌ هَكَذَا-أَيْ وَقَدْ وَضَعْت يَدِي الْيُسْرَى خَلْفَ ظَهْرِي وَاتَّكَأْتُ عَلَىأَلْيَةِ يَدِي- فَقَالَ : أَتَقْعُدُ قِعْدَةَ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ؟ غريب الحديث: 1- الأَلية- بفتح الهمزة- اللحمة التي في أصل الإبهام. 2- القِعدة -بالكسر- للنوع والهيئة. 3- ورد في حديث صحيح أنَّ المغضوب عليهم في سورة الفاتحة هم اليهود(3). رجال الحديث: 1- علي بن بحر: ثقة في صحيح البخارى تعليقاً وأبو داود والترمذي. 2- عيسى بن يونس: وهو ثقة أخرج له أصحاب الستة. 3- ابن جُريج: ثقة أخرج له أصحاب الستة. 4- ابراهيم ابن ميسرة: ثقة أخرج له أصحاب الستة. 5- عمرو بن الشريد: ثقة أخرج له أصحاب الستة والترمذي في باب الشمائل. 6- الشريد بن سويد: وهو صحابي -رضي الله عنه-، أخرج له البخاري في الأدب المفرد، والترمذي في كتاب الشمائل والباقون(4). مظان الحديث: والحديثصحيح، رواه أبو داود في كتاب الأدب 4848، وأحمد في بداية مسند الكوفيين منحديث الشريد بن سويد الثقفي -رضي الله عنه-، وفي صحيح الترغيب والترهيبالمجلد الثالث كتاب الأدب وغيره رقم 3066، وفي مشكاة المصابيح المجلدالثالث أيضاً كتاب الآداب برقم 4730، وفي رياض الصالحين رقم 824(5)، وابنمفلح في الآداب الشرعية، وساقه الشيخ الألباني مع غيره في جلباب المرأةوذلك أثناء كلامه على الزي الذي يبتعد فيه المسلم والمسلمة عن التشبه. فقه الحديث: قال صاحب عون المعبود: " قوله: ((وأنا جالس هكذا)) : المشار إليه مفسر بقوله: ((وقد وضعت يدي اليسرى خلف ظهري واتكأت على ألية يدي)) : أي اليمنى والألية بفتح الهمزة اللحمة التي في أصل الإبهام. ((فقال: أتقعد قعدة المغضوب عليهم؟)) : القِعدة بالكسر للنوع والهيئة. قال الطيبي: والمراد بالمغضوب عليهم اليهود. قالالقاري: في كونهم هم المراد من المغضوب عليهم ههنا محل بحث؛ وتتوقف صحتهعلى أن يكون هذا شعارهم, والأظهر أن يراد بالمغضوب عليهم أعم من الكفاروالفجار المتكبرين المتجبرين ممن تظهر آثار العجب والكبر عليهم من قعودهمومشيهم ونحوهما, نعم ورد في حديث صحيح أن المغضوب عليهم في سورة الفاتحةهم اليهود انتهى. والحديث سكت عنه المنذري." اهــ قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى- شارحاً لهذا الحديث في كتاب "رياض الصالحين"(6): "لا يكره من الجلوس إلا ما وصفه النبي -صلى الله عليه وسلَّم- بأنه قعدةالمغضوب عليهم، بأن يجعل يده اليسرى من خلف ظهره ويجعل بطن الكف على الأرضويتكئ عليها، فإن هذه القعدة وصفها النبي -صلى الله عليه وعلى آلهوسلَّم-بأنها قعدة المغضوب عليهم. أمَّا لو وضع اليدين كلتيهما من وراء ظهره واتكأ عليهما فلا بأس. ولو وضع اليد اليمنى فلا بأس. إنماالتي وصفها النبي -صلى الله عليه وسلم- بأنها قعدة المغضوب عليهم؛ أن يجعلاليسرى من خلف ظهره ويجعل باطنها -أي أليتها- على الأرض، ويتكئ عليها؛فهذه هي التي وصفها النبي -صلى الله عليه وسلم- بأنها قعدة المغضوبعليهم." اهـ قال الشيخ المحدث عبد المحسن العباد -حفظه الله- في شرحه لسنن أبي داود: " كما روى أبو داود في باب الجلسة المكروهة، باب في الجلسة المكروهة. والمكروه-يعني- قد يراد به المحرَّم وقد يراد به ما هو مكروه للتنزيه، ولكن كونهجاء في الحديث جلسة المغضوب عليهم،دلَّ على التحريم، وأنَّ هذا يدل علىالتحريم. أولاً:في حديث الشريد بن سويد -رضي الله عنه- أنه قال: ((مرَّ بي رسول الله -صلىالله عليه وسلَّم- وقد وضعت يدي اليسرى خلف ظهري، واتكأت على أليةيدي...)). ((واتكأتعلى ألية يدي)): ذكر في عون المعبود تفسيره أنَّه جعل يده اليسرى خلفظهره، واتكأ على ألية يده اليمنى، والمقصود بالألية هو ما كان من الراحةمن جهة الإبهام، هذا يقال له ألية اليد. ويحتملأن يكون المقصود [بالحديث] أنَّ كل ذلك يتعلق باليد اليسرى، وأنَّه جعلهاوراء ظهره، وأنه جعل أليتها متكأًً عليها، أي جعل الراحة التي من جهةالإبهام وليست التي من جهة الخنصر. ((قال أتقعد قِعدة المغضوب عليهم؟)): الاستفهام إنكار . . .(7)" اهـ ثم سُئل الشيخ العباد: " فعلى هذا تكون الجلسة لو وضع يده اليمنى فقط خلف ظهره؟ الشيخمجيباً: والله، أقول الإنسان -يعني- لو يبتعد عن هذا، أنا ما أعرف يعنيشيئاً يدل عليه، ولكن الشئ الذي فيه شبهة يبتعد عنه الإنسان." اهـ هذاما تيسر من النقول من العلماء، فأرجو أن تكون الفائدة قد وصلت، والنفع قدعمَّ، هذا فما أصبت فيه فمن الله، وما أخطأت فيه فمن نفسي ومن الشيطان،وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. -------------------------------------------------------------------------------- 1) الصحيحة 937 . 2) وهذا ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في "اقتضاء الصراط المستقيم" ببعض من التلخيص والتصرف . 3) وتفسير الغريب قد أخذته من عون المعبود . 4) وترجمة رجال الحديث هي للشيخ المحدث العلامة عبد المحسن العباد البدر من شرحه لسنن أبي داود . 5)وقد كنت أضفت هذه المراجع، على أنَّ رياض الصالحين ليس من مراجع التخريجلأنه يذكر الأحاديث مختصرة السند، وكذلك الكتب الفقهية التي تلي مثلالآداب الشرعية وجلباب المرأة المسلمة، وذلك لأني أريد ذكر جميع مظانالحديث وشروحه . 6)باب جواز الاستلقاء على القفا ووضع إحدى الرجلين على الأخرى إذا لم يخفانكشاف العورة وجواز القعود متربعاً ومحتبياً، الحديث رقم 824/5 . 7) وبعد ذلك أخذ الشيخ في ذكر رجال الحديث، وقد قدمنا ذلك . | |
|
**GUITAR of HEARTS** مراقبة عامة
عدد المساهمات : 1177 المزاج : المهنة : جنسيتي : الهواية : العمر : 35 تاريخ التسجيل : 05/07/2010 احترام قوانين المنتدى :
| موضوع: رد: احذر من الجلوس مع المغضوب عليهم الجمعة 24 سبتمبر 2010 - 4:23 | |
| | |
|
wedoO طالب ذهبي
عدد المساهمات : 1743 المزاج : المهنة : جنسيتي : الهواية : العمر : 35 تاريخ التسجيل : 14/07/2010 احترام قوانين المنتدى :
| موضوع: رد: احذر من الجلوس مع المغضوب عليهم الجمعة 24 سبتمبر 2010 - 18:56 | |
| | |
|