كان في بني تميم شخص اسمه «حنظلة» وكان معروفا بسرعة جوابه، حتى لا يكاد أحد يقهره، فتزوج امرأة منهم اسمها «علقمة» فجاءته بعدة أولاد، ولم يسلم له منهم غير ولد واحد سماه «مرّة» وقد كان أسرع من أبيه جواباً مع بشاعة منظر فصدر منه أمر، أوجب سبه من أبيه في قومه فقال: أنت خبيث كاسمك يا مرّة، فقال: أخبث مني من سماني مرة.
قال: إنك لمر يا مرة
أجاب: أعجبتني حلاوتك يا أبي يا حنظلة.
قال: تالله لست من الناس.
أجاب: من شابه أباه فما ظلم
قال: لا رضي الله عن بطن تقلبت فيه
أجاب: أجل ولا عن ظهر نزلت منه
قال: ويلك ما تزداد إلا سوء أدب
أجاب: أتجني من الشوك عنبا
قال: لقد كنت شؤما على أخوتك حتى ماتوا وبقيت
أجاب: أعجبتني كثرة عمومتي يا مبارك
قال: لا أفلحت أبدا
أجاب: كيف يفلح من أنت أبوه
قال: ما أحوجك إلى تأديب
أجاب: الذي نشأت على يديه أحوج مني إليه
قال: أراحني الله كما أراح اخوتك
أجاب: تختنق بحبل حتى تموت لتستريح من وجهي
قال: لأدعون الله عليك
أجاب: الذي تدعوه عالم بك
قال: ما يعلم مني إلا خيرا
أجاب: شاكر نفسه يقريك السلام
قال: ما أجد لي خير من السكوت
أجاب: أيمنعك خلقك الذميم
قال: لولا فتوري عنك ما تجرأت علي
أجاب: إذا نفسك فَلُمْ
قال: إن قمت إليك لأوجعنك ضربا
أجاب: ما أنت أشد مني بطشا
قال: أو تضربني إذا ضربتك
أجاب: وأنت في شك بذلك
قال: فإذاً سود الله وجهك
أجاب: ألا أنت بيض الله عينيك
قال: ورم الله منك الأرض
أجاب: إذاً فرق الله بينك وبين العافية
قال: يارب ترزق الناس أولادا حسانا وأنا ترزقني شيطانا
أجاب: أما علمت إن من عصا العصية والحية لا تلد إلا الحية
قيل وانقطع جواب حنظلة ولم يعش بعدها إلا يوما وليلة.
االلهم لا ترزقنا اولادا كــــــــ مره
مع تقديري و احتراامي